بَيَانُ تَهْنِئَةٍ بِانْتِصَارِ الثَّوْرَةِ السُّورِيَّةِ
بَعْدَ انْطِلَاقِ الثَّوْرَةِ السُّورِيَّةِ فِي عَامِ 2011 بِمَطَالِبِهَا بِالحُرِّيَّةِ وَالكَرَامَةِ، وَبَعْدَ خَسَارَةِ عَدَدٍ كَبِيرٍ مِنَ الأَرْوَاحِ البَرِيئَةِ فِي سَبِيلِ تَحْقِيقِ هَذَا المَطْلَبِ، تَحَرَّرَتْ سُورِيَا يَوْمَ الأَحَدِ، الثَّامِنِ مِنْ دِيسَمْبَرَ عَامَ 2024، مِنَ النِّظَامِ القَمْعِيِّ السَّابِقِ، الَّذِي تَزَامَنَ مَعَ هُرُوبِ بَشَّارِ الأَسَدِ مِنْ سُورِيَا إِلَى رُوسِيَا.
يُشَكِّلُ هَذَا اليَوْمُ انْتِصَارًا لِلشَّعْبِ السُّورِيِّ فِي نِضَالِهِ الطَّوِيلِ ضِدَّ القَمْعِ، وَالَّذِي بَدَأَ بِمَجْزَرَةِ الثَّمَانِينِيَّاتِ الَّتِي وَقَعَتْ فِي حَمَاةَ، وَامْتَدَّ لِيَشْمَلَ جَمِيعَ التَّحَرُّكَاتِ الأُخْرَى الَّتِي جُوبِهَتْ بِأَشَدِّ أَنْوَاعِ القَسْوَةِ حَتَّى يَوْمِنَا هَذَا. مَا حَقَّقَهُ السُّورِيُّونَ اليَوْمَ هُوَ خُطْوَةٌ أُولَى فِي سَبِيلِ الوُصُولِ إِلَى دَوْلَةٍ حُرَّةٍ مَدَنِيَّةٍ دِيمُقْرَاطِيَّةٍ، تَسُودُهَا العَدَالَةُ. نَحْمِلُ الكَثِيرَ مِنَ الأَمَلِ تِجَاهَ السُّورِيِّينَ الَّذِينَ أَثْبَتُوا قُدْرَتَهُمْ عَلَى التَّعَلُّمِ وَالبِنَاءِ وَالنُّمُوِّ، فِي قِيَادَةِ المَرْحَلَةِ القَادِمَةِ حَتَّى تَحْقِيقِ الاسْتِقْرَارِ.
بِقَدْرِ فَرَحِنَا اليَوْمَ، نُؤَكِّدُ عَلَى الأَوْلَوِيَّاتِ العَاجِلَةِ، الَّتِي تَتَمَثَّلُ فِي ضَمَانِ الأَمَانِ وَالسَّلَامَةِ لِلْجَمِيعِ، وَتَعْزِيزِ السَّلَامِ المَدَنِيِّ، وَتَلْبِيَةِ الاحْتِيَاجَاتِ الفَوْرِيَّةِ لِأُولَئِكَ الَّذِينَ عَانَوْا بِشَكْلٍ كَبِيرٍ. وَيَشْمَلُ ذَلِكَ تَقْدِيمَ الدَّعْمِ الجَسَدِيِّ وَالنَّفْسِيِّ وَالاجْتِمَاعِيِّ لِلْمُعْتَقَلِينَ فَوْرَ إِطْلَاقِ سَرَاحِهِمْ، وَتَوْفِيرَ المُسَاعَدَةِ لِأُسَرِ المَفْقُودِينَ وَلِمَنْ تَأَكَّدَ اسْتِشْهَادُ أَحِبَّائِهِمْ، وَضَمَانَ الوُصُولِ إِلَى الخَدَمَاتِ الأَسَاسِيَّةِ، مِثْلَ الرِّعَايَةِ الصِّحِّيَّةِ، وَالإِسْكَانِ، وَالمُسَاعَدَاتِ الإِنْسَانِيَّةِ لِلنَّازِحِينَ الَّذِينَ دُمِّرَتْ مَنَازِلُهُمْ.
يَجِبُ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ التَّضْحِيَاتُ هِيَ المَنَارَةَ الَّتِي تَقُودُ المَرْحَلَةَ الانْتِقَالِيَّةَ، وَتُوَجِّهُ جُهُودَ المُجْتَمَعِ الدَّوْلِيِّ وَمُنَظَّمَاتِ المُجْتَمَعِ المَدَنِيِّ فِي مَرْحَلَةِ التَّعَافِي وَإِعَادَةِ الإِعْمَارِ.
يُهَنِّئُ المَجْلِسُ السُّورِيُّ البِرِيطَانِيُّ جَمِيعَ السُّورِيِّينَ عَلَى هَذَا الإِنْجَازِ العَظِيمِ، وَكُلُّنَا أَمَلٌ فِي مُسْتَقْبَلٍ أَفْضَلَ لِلْجَمِيعِ.
Comments